[color:8888=brown]مديرية المعافر.. إحدى مديريات محافظة تعز وإحدى الشواهد التاريخية الحية للحضارات والدويلات اليمنية القديمة.. تبعد عن مركز المحافظة تعز 60 كم تقريباً.. تتميز قرى وعزل هذه المديرية (كسائر مديريات الحالمة تعز) بمناخها المعتدل ويعتمد معظم سكانها على الزراعة والمحاصيل التي تدر لهم الدخل الوفير في بعض المواسم مثل القمح والذرة الشامية وعدداً من أصناف المحاصيل الزراعية الأخرى .. وبينما هاجر البعض من أبناء هذه المديرية إلى المدن الرئيسية وخصوصاً مدينة تعز بهدف ممارسة النشاط التجاري أو العمل الحر.
والزائر إلى هذه المديرية عبر منطقة النشمة بعد اتجاهه من المركز الرئيس في مدينة تعز يلحظ وعورة الطريق إلى القرى والعزل وصعوبة التنقل بين قرية وأخرى.. ناهيك عن كون المناطق جبلية وذات تضاريس وعرة وشاقة تزيد من مشقتها تلك الطريق المتهالكة التي أودت بالكثير من المسافرين كما يحكي لك السائقون ولعل الوسيلة الوحيدة أو بالأصح النوع من المركبات الذي يستطيع التنقل هو السيارات الدبل أو المعروفة بـ (الصالون) والتي تكون أكثر ارتفاعاً من أنواع السيارات الأخرى حتى تستطيع التنقل في الطريق الجبلية الوعرة والخطرة في قرى وعزل هذه المديرية.
مناظر آسرة
في المعافر وعندما يكون السير ابتداء من منطقة البطنة وأعرود جبل وصولاً إلى أعلى الجبل يمكنك من هناك فقط النظر إلى الجبال المجاورة في مديرية المعافر ومديرية جبل حبشي ومديرية الشمايتين، وعندما تطل لتطلق العنان لعينيك تتأمل وبمنظر بديع سفوح الهضاب والوديان الخضراء في الأعلوم ومناطق مترامية الجمال هنا وهناك في نطاق قضاء الحجرية.. وقريباً من الناظر يجد آثاراً قد طُمرت بل لنقل بصحيح العبارة حضارة قد وأدت ولم تبق سوى ملامحها على الأطلال نعم بالقرب منك وأسفل الجبل في اعرود (جبل بالمعافر) يمكنك أن تنظر لبقايا حصن وبالقرب منه جبل منحوت أو يمكن أن تحسبه سلماً حجرياً أو... أو... أو . كلها تخمينات صحيحة، إنك تقف أمام سحر تاريخي لايمكن اكتشافه إلا إذا نزلت للتأمل عن كثب لإماطة اللثام عن خفايا وأسرار تلك الآثار المندثرة يميناً وشمالاً وذلك الصمت المروع الذي يزيده انعدام السكان أو الناس بجانب الجبل وتلك البقايا الأثرية العظيمة، ولما كان لزاماً عليَّ النزول لهذه المواقع المذهلة والآسرة وبصحبتي زميلي المصور عادل العريقي، واتجهنا صوب تلكم المعالم وكانت هناك المفاجأة التي لم تكن تخطر على بال أحد.
قصة برك الغماد
عندما نزلنا سيراً على الأقدام إلى أسفل الجبل وبمشقة كانت هناك الكثير من المواقع التي نراها ولم نعرف سر تواجدها، فهنا أحجار منقوشة وهنا برك على شكل سدود ولكن أجزاء كثيرة منها مدفونة ومخفية بالأتربة وعندما حاولنا الاقتراب أكثر وجدنا أحجاراً ومدرجات عشرات الدرج التي تقود الزائر إلى حوض كبير وأحواض مائية أخرى فارغة بل ومطمورة، حاولنا معرفة قصة هذه المواقع فكان رد أحد المرافقين لنا وهو الأخ سلطان عبده أحمد ويعمل مندوباً صيدلاني قائلاً: إن هذه تعرف أنها برك الغماد التي جاءت في محافل ومقولات تاريخية عديدة ومنها المقولة المشهورة لعدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء في إحدى الروايات عنه فيما معناه أنه سأل صحابته عن مدى استعدادهم لخوض المعركة في غزوة بدر أمام منطقة بدر المشهورة بالبرك وآبار مياه الشرب حينها فرد عليه الصحابة بالقول: والله لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك أو وراءك أو كما جاء في الراية، المهم أن المقصود بهذه البرك هو نفسها تلك البرك التي كانت ومازالت تسمى بـ «برك الغماد»..
ويتابع سلطان عبده أحمد وهو أحد أبناء منطقة البطنة في مديرية المعافر حيث أضاف:
لقد تناقلنا عن آبائنا وأجدادنا معلومات تؤكد أن الدرج التي كانت تتدلى وتوصل إلى قاع برك الغماد كانت عديدة وبعدد أيام السنة فقد كانت هناك 360 درجة مصنوعة من الأحجار ومادة القضاض ولم يبق منها اليوم سوى 30 درجة تقريباً والبقية قد دفنت إما بفعل عوامل التعرية أو بفعل قيام أشخاص بردمها لخوفهم من ضياع أبنائهم داخل تلك البرك التي تعد بحق أعجوبة وأحجية رائعة الجمال صنعتها أيادٍ يمنية هندسية فاقت فنون الهندسة والعمارة الحالية وتفوقت في إبداع مدهش دام لمئات السنين ولا مبالغة إن قلنا آلاف السنين.
تصميم ودهشة
وعند التأمل في موقع هذه البرك الأثرية القديمة برك الغماد تجد أنها تحتل موقع هضبة أسفل حصن القدم ويصعب الاستيلاء عليها في حال هجوم عسكري أو أي احتلال إلا بعد الاستيلاء على حصن القوام التاريخي الذي يقبع أعلى منها ذلك لأن لها ممراً واحداً - طبعاً سيراً على الأقدام - يبدأ من الحصن وينتهي بها، ناهيك عن كون الناظر من أسفل الوادي لا يحلظ أن هناك درجاً أو برك ماء في أعلى الهضبة أو حتى موقع لأناس.
عدم اهتمام وسراديب
ورغم عظمة وعراقة هذا الموقع التاريخي الهام في مديرية المعافر بمحافظة تعز والمسمى بـ«برك الغماد» إلا أن أبناء المديرية وتحديداً المواقع المجاورة لهذا الموقع يؤكدون عدم اهتمام الجهات المعنية في الحفاظ على هذا الموقع الأثري الهام..
ويقول سعد السوائي - أحد القاطنين بمنطقة قريبة من هذا الموقع:
إننا بأمس الحاجة إلى الاهتمام بمواقعنا الأثرية والتاريخية أمثال هذا الموقع فمن المعروف أن الذي ليس له ماض ليس له حاضر كما أن الاهتمام بهذا الموقع الأثري ينمي الحركة السياحية ليس على مستوى المديرية والمحافظة فقط ولكن على مستوى الوطن بكامله.
ويتابع السوائي حديثه بالقول: في أسفل هذه الهضبة التي تقع عليها برك الغماد توجد سراديب وهي مفتوحة ولكن يصعب دخولها لوحشتها وظلمتها المخيفتين وتصل هذه السراديب كما سمعنا من آبائنا إلى أعلى الهضبة أو الجبل ما يؤكد أن هناك المزيد والمزيد من الأسرار والخفايا التي لم تكتشف بعد.
[/color]
والزائر إلى هذه المديرية عبر منطقة النشمة بعد اتجاهه من المركز الرئيس في مدينة تعز يلحظ وعورة الطريق إلى القرى والعزل وصعوبة التنقل بين قرية وأخرى.. ناهيك عن كون المناطق جبلية وذات تضاريس وعرة وشاقة تزيد من مشقتها تلك الطريق المتهالكة التي أودت بالكثير من المسافرين كما يحكي لك السائقون ولعل الوسيلة الوحيدة أو بالأصح النوع من المركبات الذي يستطيع التنقل هو السيارات الدبل أو المعروفة بـ (الصالون) والتي تكون أكثر ارتفاعاً من أنواع السيارات الأخرى حتى تستطيع التنقل في الطريق الجبلية الوعرة والخطرة في قرى وعزل هذه المديرية.
مناظر آسرة
في المعافر وعندما يكون السير ابتداء من منطقة البطنة وأعرود جبل وصولاً إلى أعلى الجبل يمكنك من هناك فقط النظر إلى الجبال المجاورة في مديرية المعافر ومديرية جبل حبشي ومديرية الشمايتين، وعندما تطل لتطلق العنان لعينيك تتأمل وبمنظر بديع سفوح الهضاب والوديان الخضراء في الأعلوم ومناطق مترامية الجمال هنا وهناك في نطاق قضاء الحجرية.. وقريباً من الناظر يجد آثاراً قد طُمرت بل لنقل بصحيح العبارة حضارة قد وأدت ولم تبق سوى ملامحها على الأطلال نعم بالقرب منك وأسفل الجبل في اعرود (جبل بالمعافر) يمكنك أن تنظر لبقايا حصن وبالقرب منه جبل منحوت أو يمكن أن تحسبه سلماً حجرياً أو... أو... أو . كلها تخمينات صحيحة، إنك تقف أمام سحر تاريخي لايمكن اكتشافه إلا إذا نزلت للتأمل عن كثب لإماطة اللثام عن خفايا وأسرار تلك الآثار المندثرة يميناً وشمالاً وذلك الصمت المروع الذي يزيده انعدام السكان أو الناس بجانب الجبل وتلك البقايا الأثرية العظيمة، ولما كان لزاماً عليَّ النزول لهذه المواقع المذهلة والآسرة وبصحبتي زميلي المصور عادل العريقي، واتجهنا صوب تلكم المعالم وكانت هناك المفاجأة التي لم تكن تخطر على بال أحد.
قصة برك الغماد
عندما نزلنا سيراً على الأقدام إلى أسفل الجبل وبمشقة كانت هناك الكثير من المواقع التي نراها ولم نعرف سر تواجدها، فهنا أحجار منقوشة وهنا برك على شكل سدود ولكن أجزاء كثيرة منها مدفونة ومخفية بالأتربة وعندما حاولنا الاقتراب أكثر وجدنا أحجاراً ومدرجات عشرات الدرج التي تقود الزائر إلى حوض كبير وأحواض مائية أخرى فارغة بل ومطمورة، حاولنا معرفة قصة هذه المواقع فكان رد أحد المرافقين لنا وهو الأخ سلطان عبده أحمد ويعمل مندوباً صيدلاني قائلاً: إن هذه تعرف أنها برك الغماد التي جاءت في محافل ومقولات تاريخية عديدة ومنها المقولة المشهورة لعدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما جاء في إحدى الروايات عنه فيما معناه أنه سأل صحابته عن مدى استعدادهم لخوض المعركة في غزوة بدر أمام منطقة بدر المشهورة بالبرك وآبار مياه الشرب حينها فرد عليه الصحابة بالقول: والله لو سرت بنا إلى برك الغماد لسرنا معك أو وراءك أو كما جاء في الراية، المهم أن المقصود بهذه البرك هو نفسها تلك البرك التي كانت ومازالت تسمى بـ «برك الغماد»..
ويتابع سلطان عبده أحمد وهو أحد أبناء منطقة البطنة في مديرية المعافر حيث أضاف:
لقد تناقلنا عن آبائنا وأجدادنا معلومات تؤكد أن الدرج التي كانت تتدلى وتوصل إلى قاع برك الغماد كانت عديدة وبعدد أيام السنة فقد كانت هناك 360 درجة مصنوعة من الأحجار ومادة القضاض ولم يبق منها اليوم سوى 30 درجة تقريباً والبقية قد دفنت إما بفعل عوامل التعرية أو بفعل قيام أشخاص بردمها لخوفهم من ضياع أبنائهم داخل تلك البرك التي تعد بحق أعجوبة وأحجية رائعة الجمال صنعتها أيادٍ يمنية هندسية فاقت فنون الهندسة والعمارة الحالية وتفوقت في إبداع مدهش دام لمئات السنين ولا مبالغة إن قلنا آلاف السنين.
تصميم ودهشة
وعند التأمل في موقع هذه البرك الأثرية القديمة برك الغماد تجد أنها تحتل موقع هضبة أسفل حصن القدم ويصعب الاستيلاء عليها في حال هجوم عسكري أو أي احتلال إلا بعد الاستيلاء على حصن القوام التاريخي الذي يقبع أعلى منها ذلك لأن لها ممراً واحداً - طبعاً سيراً على الأقدام - يبدأ من الحصن وينتهي بها، ناهيك عن كون الناظر من أسفل الوادي لا يحلظ أن هناك درجاً أو برك ماء في أعلى الهضبة أو حتى موقع لأناس.
عدم اهتمام وسراديب
ورغم عظمة وعراقة هذا الموقع التاريخي الهام في مديرية المعافر بمحافظة تعز والمسمى بـ«برك الغماد» إلا أن أبناء المديرية وتحديداً المواقع المجاورة لهذا الموقع يؤكدون عدم اهتمام الجهات المعنية في الحفاظ على هذا الموقع الأثري الهام..
ويقول سعد السوائي - أحد القاطنين بمنطقة قريبة من هذا الموقع:
إننا بأمس الحاجة إلى الاهتمام بمواقعنا الأثرية والتاريخية أمثال هذا الموقع فمن المعروف أن الذي ليس له ماض ليس له حاضر كما أن الاهتمام بهذا الموقع الأثري ينمي الحركة السياحية ليس على مستوى المديرية والمحافظة فقط ولكن على مستوى الوطن بكامله.
ويتابع السوائي حديثه بالقول: في أسفل هذه الهضبة التي تقع عليها برك الغماد توجد سراديب وهي مفتوحة ولكن يصعب دخولها لوحشتها وظلمتها المخيفتين وتصل هذه السراديب كما سمعنا من آبائنا إلى أعلى الهضبة أو الجبل ما يؤكد أن هناك المزيد والمزيد من الأسرار والخفايا التي لم تكتشف بعد.
[/color]