إلتقى المال والعلم والشرف يوما فدار بينهم الحوار التالي:
فقال المال : أنا سحري على الناس عظيم ويجذب الصغير والكبير ، بي تفرج الكربات وفي غيابي تزداد التعاسة والنكبات وبسببي ظهرت الفوضى واندلعت النزاعات.
قال العلم: أنا أتعامل مع العقول وأنا دوما في صراع مع الخرافة والجهل وأعالج بالحكمة الأمور.
قال الشرف: أنا فثمني غال ولا أباع ولا أشترى ومن حرص علي شرفته ومن فرط في حطمته وأذللته.
ولما هموا بالإنصراف أرادوا أن يضربوا موعدا للقاء ثان.
قال المال: إبحثوا عني في ذاك القصر الزاخر وهذا المصنع العظيم والمتجر الضخـم.
قال العلم: أبحثوا عني في تلك الجامعة وهذا المعهد وفي مجالس الحكماء.
ظل الشرف صامتا فسألاه زميلاه لم لا تتكلم ؟
فقال: أما أنا فإن ذهبت فلن أعود أبدا. فقبل العلم والمال رأس الشرف وانصرفا.